
ماء الزعتر




ماء الزعتر؛ عطر الشفاء وهمس الطبيعة من سفوح الجبال حيث يهمس النسيم بأسرار الأرض، ينمو الزعتر متواضعًا ومعطرًا، بريًا ولكنه حكيم. وعندما تقطف زهراته الصغيرة بعناية، وتمر عبر أنفاس البخار، تسكب روحها في قطرات من ماء مقطر؛ ليولد ماء الزعتر—إكسيرًا دافئًا يحمل في طياته شفاء الجسد وهمس الروح. لعقود طويلة، كان ماء الزعتر ضيفًا عزيزًا في طب الأعشاب، لا كدواء فحسب، بل كنصٍ شعريٍ يُتلى على أوجاع البدن. بخواصه الطبيعية وحرارته الدافئة، يهدئ السعال الجاف، يلين الحلق، يعالج اضطرابات الهضم، ويخفف الانتفاخ. كما يطهر المعدة والأمعاء، ويساعد الكلى في طرد الرواسب، ويخفف من آلام العصب الوركي والنقرس، ويجلب الراحة للنوم المضطرب. ويحتوي ماء الزعتر على مركب "الثيمول"، الذي يعمل كدرع طبيعي ضد البكتيريا والفطريات والالتهابات. ويُقال إنه يقوّي البصر، يصفّي البشرة، ويجلب الدفء إلى البدن في أيام البرد. ورغم كل تلك الفوائد، يبقى عبيره الرقيق كقصيدةٍ سرّية، يلامس بها الروح كما يلامس المحبّ جبهة حبيبه في مرضه. اشرب منه إذا أثقلتك الحياة، ودع الطبيعة تعانقك بسكونها. دع الزعتر يُنشد فيك أنشودة الشفاء بصمتٍ عابقٍ من الحنان.
